بدون عنوان

اشعلت المذياع،، و ككل صباح النشرة الجوية
يوم ربيعي جميل في شهر مارس من سنة 2004
حرارة و رطوبة معتدلين
و أنا احمل كأس قهوتي المفضلة نسكافيه بالحليب، فلازلت اخال نفسي ما دون سن العشرين.....
و انا امر مسرعة لغرفتي انتبهت على وجود مرآنة كتب عليها: اللهم حسن خلقي كما حسنت خلقي بقلم اسود
نظرت اليها لأستعيد الذاكرة و من كتبها من افراد عائلتي
و فجأة تذكرت ،، لقد عادت الذكرى في مخيلتي كصاعقة..
يومها حظرت نفسي للذهاب للثانوية و كان باتظاري عند اول شارع جاري و زميلي و اكثر من ذلك حبيب عمري..
تخانقت انا و اختي لانها كانت تشغل المكان و هي تكتيبها
دهشت للسنوات التي مرت و دهشت اكثر عندما تذكرت كم كنت جميلة في تلك الايام
هي عشر سنوات ولت و ذهبت تغيرت بها حياتي جذريا
ابتسمت و دخلت غرفتي و بخاطري يجول اخطر سؤال اليزال يتذكرني؟

تأنقت و عطرت نفسي
ت1كرت ان لي عيونا جميلة
نزعت نظاراتي و خرجت ،، ارتدت السلم بدلا من المصعد
احسست بطاقة عارمة تدفعني لاعيش

مر يومي بسلام،، كرمت على روايتي الاخيرة - خيانة النفس - و دعيت لعشاء على شرف تكرمي و وافقت دون اي مقدمات
قبل ان اصل لباب شقتي استوقفني البواب و قال:

هناك طرد باسمك تركه احدهم

استغربت كثيرا و قلت: من تركه؟؟؟

اجابني بكل ثقة: مجهول بيك.

ابتسمت و قلت : سلمت يداك عمي علي.

كان عمي علي بوابا لعمارتنا منذ خمس و عشرين سنة،،، طالما شهد وشوشاتنا خفية على باب العمرات و بين سلالم العشر طوابق...
هنا تساءلت من يسكن شقة اهلي حبيب عمري!!!
و ضحكت من امرأة لا تزال على امل بان يلتقيا رغم عقد من الفراق...

حملت طردي و انا اخمن ماذا سيكون بداخله؟؟؟
و انا في رواق المزل فتحته وجدت رسالة كتب عليها:
سعيد اني سأراك لثاني مرة في يوم واحد
طالما احببت اللون الاسود
لك هذا الفستان للسهرة
لا تملكين الوقت لمثل هذه التفاهات يا اميرة الصمت
التوقيع: المجهول

كان الفستان في الطرد على مقاسي تماما و جميلا جدا
معه عقد ثمين جدا
هنا صرت اخاف من هذا المجهول المعجب
لا اظن ان حبنا لقلم احدهم يكلفنا عقدا ثمينا
........

جهزت نفسي
و ذهبت لذلك العشاء
على امل ان اراه
وصلت و كنت انظر لأي واحد يحدق بي و أظنه هو
الى ان انتهى العشاء
و لم ار مجهولي و لم يكلف نفسه بتقديمها
خبت املا يومها و ذهبت لمنزلي منهكة الشوق
و قد انتعلت خيبة جديدة

.........

بعد عدة ايام

دخلت المنتدى و ا\ برد من شخص قد سمى نفسه المجهول
اين قصيدتي التي احبها؟؟
اريدها عالورق...
لم تخلفي الوعد يوما
اريد ان اشتم عبقها فهي تذكرني باجمل ماضي
ارجوك انها تعني لي الكثير فاطبعيها

.............................. يتبع

هنا تفاجئت كثيرا فالخاطرة المعنية كنت قد نشرتها
منذ ان طلب مني الكثيرون فعل ذلك
قمت بالرد عليه بدبلوماشية و طلبت منه عنوانه حتى ابعثها لك لأنه لم يبحث عن ديواني في الكان المطلوب و أعطيته رابطها بالمنتدى
انتظرت رده لكنه لم يعاود الدخول من يومها
في المساء قررت ان اطبخ شيئا آكله حتى أؤنس وحدتي القاتلة
و عندما بدات بتقطيع البصل انهمرت دموعي دون توقف
سألت نفسي حينها
أهي دموع البصل ام دموع قلبي
دموع شوقي لحبيبي القديم
ام دموع احتراق املي بغياب مجهولي

الذي لم اهتم لأحد سواه بعد حبيبي

*-*-*-*

عندما جهزت الطاولة و ادعيت الرضى و السعادة
جلست اليها وحيدة
علمت اني انانية جدا
تركت اهلي و هم يشتاقون الي في كل حين و بعدما توفي والداي
عدت كأي ابنة بارة
و كأن الوقت سيعود
من سيعوضني عن لمسة امي او مساندة ابي

هنا تذكرت بكاء امي و صراحها و هي تترجاني حتى لا اذهب
كانت تردد انها ستموت دون ان تراني

كنت حينها افكر بشيء واحد اني لا اقوى على المواصلة في مكان لا يوجد به سوى انفاسه و دكرياته
طفولة كان بها و مراهقة كانت معه
و حبا ولد على يديه

لكنه ما انفك خطبني حتى رفضه اهلي بحجة انه لا يملك المؤهلات لنكون سعيدين
انسحب و هاجر و لليوم لا اعلم اي وجهة اتخذ

حقيقة لو لم يرفض ابي زواجي منه
لما صرت اليوم كاتبة بدرجة دكتوراه بالقانون الدولي
لما كنت سوى لفاية تحت قدميه

آه و ألف آه ليتني كنت كذلك
فرغم المدة التي مرت و رغم تحقيقي لطموحاتي لازلت اعيش على ذكراه
و ارفض اي عروض حب او زواج


لم اقوى على الاكل
ناديت عمي علي
و أعطيته الاكل و اقسمت اني لم المسه حتى لا يحس باني اعطيه ما زاد عن حاجتي

يتبع...................

منذ مغادرة مجهولي و انا اتساءل
كيف هو؟؟
لما لا يبهجني باحدى ردوده او رسائله؟؟

كنت استغربه و استغرب تخريبه لروتين حياتي

و اكثر من ذلك انه لم تصبح لي رغبة في ان اصف الحروف على باب من ابواب الحب
الأمل

و اكثر من ذلك الوحدة و الالم

ردودي في منتداي اصبحت سطحية سطحية خيالي

و كذا افكاري الجديدة

احسستني اعيش قصة غريبة و انا من ظننتها كبرت على ان تعيش القصص
بل اكتبها فقط
،،،

الغيت كل مواعيدي و سافرت الى مدينة الضباب
بقيت هناك قرابة الاسبوعين دون ان اخبر احدهم بمكاني
الحقيقة لم املك الشجاعة حتى اسأل عن حال حبيبي و هل ظهر أي خبر عن عائلته بعد ان توفيو مثل اهلي بالعدوان الاسرائيلي على لبنان 2003

بعد ان رممت العمارة و اصبحت عصرية اكثر
سكنتها وجوه جديدة
و اصبح المكان مخيفا لتعداد القتلى بعد القصف على الجنوب اللبناني

في ذلك القصف اذكر اني كلمت اهلي و قالت امي الحمد لله انك لم تعودي

فأجابها أبي:
لن تكون ابنتك اغلى من اي روح تموت فداء هذا الوطن

حينها غضبت من ابي لأنه لا يهتم لي
لكن بعد مرور سنة على الواقعة، تيقنت انه كان على حق
....
كنت اشاهد الاطفال يقتلون دون ان يعرفو سبب ذلك

تجرعت مرارة الذل و انا بعيدة عن اهلي لا اواسيهم في محنتهم و لا اواسي تراب بلدي

*-*-*-*

في لندن عزلت نفسي عن العالم الخارجي و بقيت ارتب افكارا لكتابات جديدة
و قصص ربما بالنسبة لي كانت لتجدد مجدي الذي اوشك على ان امحيه
من ارقي و تفكيري بوحدتي رغم وجود كثير من الناس.

كنت بالفندق عندما طرق باب غرفتي فاجبت:
I'm caming

كان عامل الفندق مبتسما،، قال لي:

عيد ميلاد سعيد يا اميرة الصمت

تفاجءت كثيرا لاني لم اتذكر عيد ميلادي
و اكثر من ذلك كان الشب من بلدي
و يحمل هدية ملفوفة بورق اكمر جميل
معها باقة ورد جوري احمر
على قدر من الجمال
يلفه الكثير من الكبرياء
ربما يشبهني كما قال عني حبيبي

يتبع.................